#السياحة_في_سوريا #الشام_القديمة #مقهى_النوفرة

مقهى النوفرة في دمشق بعمر يتجاوز الـ 500 عام


أقدم مقاهي عاصمة الجمهورية العربية السورية " دمشق"، وأكثرها إرثاً وتمسّكاً بتاريخها وعراقتها، تشتمّ فيها الرائحة العتيقة الأصيلة، والرّوح الشاميّة.


منذ العصور الوسطى كان مقهى النوفرة يعتبر من محاسن دمشق، وقُربه من الجامع الأموي الكبير، زاده أهميّة وإقبالاً من الزوّار المحليّين والعالميّين، فهو يطل على الجهة الخلفيّة للجامع الأمويّ، ويتكوّن من صالتين داخليّة وخارجيّة.

بالقرب من مقهى النوفرة يوجد بَحرة بداخلها نافورة للمياه تتدفق بارتفاع 5 أمتار، ونسبةً لها سمّي المقهى بهذا الاسم، لكن مع مرور الوقت توقّفت هذه النافورة العذبة بسبب توقّف النهر المُغذّي لها والذي يُطلق عليه " نهر يزيد " منذ ما يقارب الـ50 عاماً.


في النوفرة تجد تفاصيل التاريخ متعشّقة في الزوايا وعلى الجدران، من لوحات فنيّة قديمة، وتطريز التراث بأبهى حلّة على أطرافه، تستمتع لطًرق النحاسيّات ولصوت الشّاي ينسكب في الكؤوس شهيّاً ساخناً بطعم فريد لا تتذوّقه إلّا في النوفرة.

تشعر وكأنّها أمّ المكان، منها تتفرّع الحارات القديمة، وإليها تعود، حين يعمّ الليل وتغلق أبوابها وتطفئ سراجها، يحزن الجامع وتحزن بَحرة المياه ويهدأ الشارع، وهذا ما جعلها باقية وحيّة لـ 500 عام في دمشق، برغم التحديثات المعمارية، والمقاهي الجديدة المختلفة كليّاً عنها، إلّا أنّها بقيت هنا، في قلب دمشق تنبض بالتراث والمحبّة والطيبة القادرة على احتواء جميع الناس والزوّار من كافة أنحاء العالم.


وفي الآونة الأخيرة بعد انطلاق المطاعم والمقاهي بلمسة حديثة، ترافق ذلك بارتفاع شديد للأسعار، فأصبح الذهاب للمقهى ليس بالشيء السّهل، لكن بخضمّ هذا الارتفاع الماديّ، بقيت البساطة في النوفرة وبقيت الأسعار خفيفة على الزبائن، فيجلسون ويسعدون بوقتهم ولا يحملون عبء الدّفع، وذلك كان إنجازاً عظيماً أنّ يبقى الهدف من المقهى معنوياً وليس ماديّاً إطلاقاً.


الحكواتي في النوفرة


الحكواتي هو شخص يتواجد في أيّام شهر رمضان الفضيلة، ويروي للنّاس قصص ذات مغزى عظيم وتكون عادةّ من التاريخ القديم، يجتمع الناس بشغف ليستمعوا لقصص الحكواتي، وتكون سهرة بعبق الحب والانتماء الواحد لدمشق، برغم التكنولوجيا والتطوّر الذي غزى الأجواء والسهرات، إلّا أنّكم في النوفرة ستجدون الماضي محافظاً على نفسه وعلى طقوسه الدافئة.

يجلس الحكواتي في مكان مخصّص له في المقهى ويبقى مخصّصاً له على مدار العام، ليس فقط في أيام شهر رمضان.

وهذا الاستمرار في إظهار سورية الأم الأصيلة، جعل من هذا المقهى مقصداً لجميع الممثّلين والمخرجين فتلاحظ ظهوره في أغلب المسلسلات السوريّة، كأنّه بصمة ساحرة لا يحلو العمل من دون إظهارها فيه.


مقهى النوفرة والفن ..


يحيط الجمال والفن بالمقهى، فتجد محلّات صغيرة بطراز قديم لرسّامين وفنّانين بمختلف المجالات، واللوحات تملأ المكان، ممزوجة بجمالها مع رائحة الخشب، والألوان، والكثير من الحبّ.
لم يتخلّى أصحاب المحلّات في هذا المكان عن موقعهم، بل حافظوا جاهدين على ذلك، ومزجوا التراث مع الحضارة بلوحاتهم وحضورهم .

وأيضاً تجدون النحّاتين من الأصول الدمشقيّة الأصيلة، المحافظين على أساليب النحت القديمة ولم يتخلّوا عنها بوجود الآليات الحديثة، يجتمع الناس حول هذه الورشات الصغيرة ليستمتعوا بمنظر  الرجل المسنّ وهو ينسج الحب والجمال ليعطي منحوتة غاية في الجمال والإتقان.
الكثير والكثير من الفنّانين في هذا المكان لن يستطيع الكلام أن يصف روعتها، ولا شيء يعوّض عن ذلك.

هذه دمشق وهذه معالمها العريقة الباقية، تفتن وتجذب كلّ من زارها، وتجعله كالطفل يعود إليها كلّ ما ابتعد عنها، فإنّ هواها يمتزج بدمّه ويبقى عبقها ملازماً له على المدى الطويل.











ليست هناك تعليقات:

اعلان سنوي

اعلان سنوي
yummii__kitchen تابعوا عروضنا الاسبوعيه اداره وايادي كويتيه 100% لحجز البوفيهات قبلها بيومين 98990254 سناب e.nstudent

احدث موضوع

فقدان كوكب الشرق #في_مثل_هذا_اليوم

مواضيع